كانت هذه هى المرة الاولى التى اراه فيها
كنا فى ساحة الكلية كان متوقداً بالحماس
كنا فى ساحة الكلية كان متوقداً بالحماس
احببت ان اتعرف عليه وفعلاً تم التعارف ولانه يسكن فى سيدى بشر وانا فى العصافرة فقد كان طريق العودة واحد وبالفعل عدنا سوياً
اجبرنى باسلوبه المهذب على ركوب الترام وكنت وما زلت اكره ركوب الترام
تناقشتا كثيراً حول السيد سابق وسيد قطب والدكتور القرضاوى
كان متحمساً لهم بقوة غريبة وكنت انا اقرأ لغيرهم معهم فكان هناك تفاوت كبير فى الافكار والقناعات
ولكنه كان اكثر منى اقتناعاً بتلك المدرسة......... مدرسة حسن البنا
ومنذ اليوم الاول حملت له فى اعماقى احترام كبير ولكنه كان مشوباً بقناعة داخلية لدى انه يحتاج ان يقرأ اكثر ويحتاج ان ينفتح على ثقافات اخرى لانى كنت اعتقد فى ذلك الوقت انه يتعصب لمدرسة دون المرور على اخريات
(كانت المشكلة عندى انا فى ذلك الوقت)
وكأنما كنت ذلك اليوم على موعد مع القدر وكان هو الاخر على نفس الموعد ففى المساء وبعيداً عن اجواء الكلية وجدته حاضراً فى مكان اخر عند صديق مشترك او استاذ مشترك
المهم
منذ ذلك اليوم وكأنما ارتبطت مصائرنا
كل يوم نتقابل فى الكلية ونعود سوياً استطعت فى بعض الاحيان ان اقنعه بركوب المشروع واستطاع هو الاخر اقناعى فى احيان اخرى بركوب الترام
وتعددت النقاشات وتعددت الاختلافات والخلافات وان لم تخلو هذه الخلافات من احترام عميق اكنه له فى صدرى وحب صادق احمله فى قلبى
وتعددت اللقاءات خارج الكلية
ويبدو ان الخلاف الدائم فى الرأى بينى وبينه اثر على العلاقات بيننا فبدأ كل منا فى الانسحاب من حياة الاخر تدريجياً
وتقلبت بنا الايام
وكثيراً ما اجتمعنا داخل الكلية وخارجها
ولا اعرف ما الذى وتر العلاقة بيننا كثيراً فظهرت خلافات عميقة والعجيب انى لم احاول ان اتناقش معه لماذا؟؟؟؟!!!!!! لا اعرف
اصبحت العلاقة مجرد سلامات او فلنقل واجبات ومرت سنوات زاد فيها التباعد وكانت اللقاءات فيها مجرد صدف قد تتباعد وتتقارب وبدأت اتابع اخباره من بعيد وكانت اخر مرة اراه فيها يوم عقد زواجى جاء مع عمر وبكر واخرين
بعدها عرفت انه ترك المدرسة التى طالما احبها ........ مدرسة حسن البنا
حاولت ان ادعوه لحفل زفافى لم يرد على اتصالاتى
ومر على زواجى ما يزيد على تسعة اشهر ولازال لا يرد على اتصالاتى
لازلت اتابع اخباره...... اسأل عنه....... احترمه
وفى خضم ذلك كله تذكرت انى نسيت دوماً شيئاً هاماً
نسيت ان اقول له انى احبه