الأربعاء، 25 فبراير 2009

الطب وسنينه


لانى اعمل فى مؤسسة طبية وارى المطبخ الطبى من الداخل فقد حرصت دائماً على تجنب الحديث عن هذا المجال حتى لا تتداخل الامور ويختلط العمل بالمشاعر الشخصية فيبتعد الحديث عن التقييم الموضوعى

ولكن هذه المرة الامر مختلف

وتبدأ القصة بتليفون تلقيته من اخت زميلى بالعمل لم اسمع منه الا جملة واحدة تقول

قول لاحمد يجيب الاسعاف بسرعة امه وقعت ومش عارفين فى ايه

وبالطبع اسرعت مع صديقى الى منزله لنجد طبيب اتى به الجيران والطبيب يقول عايزين عربية اسعاف عناية مركزة بسرعة وبالطبع اتصلنا بالاسعاف وطلبنا السيارة وحددنا عناية مركزة وبعد نصف ساعة وصلت الاسعاف (على فكرة بين المنزل الكائن بمنطقة 45 بالعصافرة ومستشفى شرق المدينة اونقطة اسعاف فيصل اقل من 10 دقائق)

وعلى فكرة الاسعاف اللى وصلت كانت اسعاف عادى مش عناية

المهم الاستاذ المسعف اصر ان الحالة متوفاه والطبيب مصر على نقلها للعناية لانها فى غيبوبة ولم تمت وطبعاً مجرد المقارنة بين كلام المسعف وكلام الطبيب رجحت كفة الطبيب وتم نقل الحالة بسرعة الى المستشفى وبعد الفحص والتمحيص اعلن الاطباء ان الحالة متوفاه من فترة اى قبل توقيع الكشف عليها بالمنزل

رحم الله هذه الام الحنون التى عرفتها عن قرب رحمة واسعة وادخلها فسيح جناته ويكفى للحديث عنها ان نذكر امراً واحداً ان هذه الام الكريمة تعلمت القراءة بالنظر فى المصحف الذى كانت تحفظه

هل لى ان اسأل اين تعلم هذا الطبيب وما هو مستوى الطبيب الذى يخطئ فى تعرف حالة الوفاة

كيف يطلب مواطن سيارة اسعاف عناية مركزة فتصله بعد نصف ساعة سيارة اسعاف عادية

والاجابة هى ابتسم من فضلك انت فى مصر

وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه يا بلد العجائب

الأحد، 22 فبراير 2009

من ارشيف الذكريات


تابعت كما تابع الكثيرون الجرائد فى اليومين الماضيين اخبار وقفات الطلاب المصريين بمناسبة يوم الطالب العالمى وذكرتنى مطالبهم بخروج جحافل الامن المصرى الهمام من داخل اسوار الجامعات بذكرى قديمة لتجربة طالب قديم مع الامن المصرى الساهر على حماية امن وسلامة الجامعات من الطلاب الوحشيين اللى بيقولوا رأيهم


تبدأحكاية هذا الطالب الذى اعرفه معرفة خفيفة قضى الزمن على معظم ملامحها حين قام هذا الطالب بكتابة بعض اللوحات التى تعلن عن اعتراضه مع زملائه على ضرب افغانستان نعم افغانستان فقد كانت لازالت تضرب فى ذلك الوقت ويشاء العلى القدير ان يمسك به واحد من صناديد الجراية بجوار اسوار الجامعة مع صديق له ومعه جسم الجريمة (اللوحات) وحاول زملاء هذا الطالب تخليصه وصديقه من قبضة الامن مما ادى لاشتباكات ضارية بين صناديد الامن المصرى وهؤلاء الطلاب ولا اطيل على حضراتكم فى ذكر التفاصيل


المهم انتهت معركة ذات اللاسلكى (كما اسميناها فيما بعد نظراً لتحطم لاسلكى ميرى فى هذه المعركة) بالقبض على الطالب وزميلة وحبسهم فى مقر جمعية الشبان المسلمين بالاسكندرية حتى اقبلت سيارات الامن التى اصطحبت الطالبين الى قسم شرطة باب شرق ليذوقا معاً صنوف العذاب الواناً يكفى ان اذكر لحضراتكم ان ذلك الطالب شاهد ولاول مرة فى حياته انسان يسيل الدم من قفاه نعم قفاه وكان ذلك الانسان هو زميله والذى اخبره بعد ذلك انه (اى الطالب) هو ايضا سال الدم من قفاه هذا بالأضافة لسنتين مكسورتين وبعض الرضوض والتورمات هذا طبعا مروراً بالشتائم المعتادة وتقييد اليد خلف الظهر والحرمان من الجلوس والنوم واذكر انه بعد عرضهم على الطبيب الشرعى قال فى نهاية تقريرة وهذه الاصابات نظراً للتعذيب الوحشى


ثم جرت الاحداث بسرعة فإذا بالطالبين يعرضان على النيابة التى وجهت لهم التهم الاتية


1- مقاومة السلطات واثارة الشغب


2- اتلاف عمد


3- قيادة جموع الاخوان داخل الجامعة


4- التحريض على معادة دول صديقة بين قوسين امريكا واسرائيل


وتم ترحيل الطالبين الى سجن برج العرب (الغربانيات) ليقضيا اسعد اربع شهور فى حياتهم منهم اكثر من شهرين حبس انفرادى ووافق شهر رمضان هذه الشهور مروراً بالعيد وطبعاً كانت هذه الشهور فى الشتاء وما ادراكم ما الشتاء فى برج العرب حتى ان هذا الطالب لازال الى الان يعانى من اثر هذه الفترة الماً فى عظامه لم يفلح معه علاج الاطباء الجدير بالذكر الان هذين الطالبين اديا امتحانات نصف العام الدراسى داخل اسوار السجن بدون كتب ولا محاضرات ولا اى شئ


ومازلت اذكر ذلك الدكتور الذى اصر على ان يعطى الطالب امتياز بالرغم من انه لم يكتب كلمة فى ورقة الاجابة


كما لازلت اذكر عميد الكلية الذى رفض ان يدخل الطالبين الامتحان الا بعد ان الزمه بذلك حكم قضائى


واخيراً وبعد شهور حكم القضاء المصرى الشامخ ببرائة الاطالبين بعد عدة جولات مكوكية بين نيابة امن الدولة العليا بالقاهرة ونيابة الاسكندرية


كل هذا وغيره تذكرته وجعلنى اتسائل لماذا يطالب هؤلاء الطلاب الوحشين اللى مش عارفين مصلحتهم بخروج ملائكة الامن من الجامعات

الخميس، 12 فبراير 2009

رجل صحت رجولته


فى ذكرى الامام الشهيد حسن البنا يتهافت الكثيرون للكتابة عنه

عن سيرتة

عن دعوته

عن افكاره

عن الملاين من اتباعه

ويطل عليا البعض ايضاً

بنقد جارح لشخصه

وعقيدته

وفكره

واراءه

ويتحدث الاتباع

ويتجادل المحب والمبغض

ونرى من يتحدث عن ظروف استشهاده

ومن قتله

ومن خطط

ومن نفذ

وكيف ولماذا

ووسط هذا الزحام كله

انظر الى الرجل متجرداً

فلا ارى سوى صحوة اسلامية مباركة

ارسى هو قواعدها

او على الاقل شارك فيها مشاركة فعالة

وانظر الى عدد متبعيه على نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

واتذكر مقولته

ان الرجل الواحد باستطاعته ان يحيى امة اذا صحت رجولته

ويبقى هو دائماً فى عينى واحداً من هؤلاء الذين صحت رجولتهم

الأربعاء، 11 فبراير 2009

عن مدونة انا اخوان اتحدث

كثيراً ما راودتنى نفسى ان اكتب عن هذه المدونة وهذا المدون ولكن فى كل مرة كانت تمنعنى بقايا علاقة قديمة قد يتذكرها صاحب المدونة او لا يتذكرها ولكنى اليوم وبعد ان قرأت موضوعه

حسن البنا 60 عاماً على اغتيال رجل لا يريد ان يموت
وقرأت فيها الفقرة التى يقول فيها( مات حسن البنا منذ 60 عاما بينما ذكراه حية في أفكاره ودعوته وجماعته، ولاسيما الجماعة أو التنظيم الذي ذاع صيته من أقصي الدنيا إلي أقصاها «الإخوان المسلمين» اسم لم يعد في حاجة للبحث عن تاريخه ولكنه في حاجة للتعرف علي أفكاره التي تتاروح بين يوم وآخر مع أفكار الإمام المؤسس ليكون حسن البنا في ذكري استشهاده حيا بهذه الأفكار وميتا ليس علي يد أعدائه فقط بل قد يموت في ذكراه علي يد أتباعه أيضا.) حتى قررت ان اتكلم

واناقش الموضوع وقبل ان اناقش الموضوع اريد ان القى الضوء على بعض الاشياء

1- عزيزى المدون لماذا لازال اسم مدونتك انا اخوان وانت الان لست من الاخوان؟

ولماذا مازال كلماتك على مدونتك (صحفي مصري من الإخوان المسلمين دايب في حب مصر وبيكره الفساد والإستبداد)وقد انتهت علاقتك التنظيمية بالإخوان؟

2- لماذا لا تدع فرصة للحديث عن الإخوان بالسلب إلا وسارعت اليها؟

بالرغم من ان الاخوان هم الذين فتحوا امامك ابواب العمل الصحفى وهم الذين قاموا بحملة الدفاع عنك ونشر قضيتك عند اعتقالك و غير ذلك كثير وانت تعلم

والان اناقش معك بعض الافكار التى وردت فى مقالك

1- اتهام الاخوان بالجمود والانحراف عن منهج البنا المعتدل

اعتقد ان من عاش وسط الاخوان مثلك يعرف جيدا ان شباب الاخوان بعيدين كل البعد عن الجمود ولكن لكل قاعدة شواذ لذلك قال الامام البنا كم فينا وليس منا وكم منا وليس فينا والحديث عن مناهج الاخوان وما يدرسونه لابدان يدخل فى اطار نقد موضوعى واول اساس لهذا النقد هو وجود صورة كلية فالحكم على الشئ فرع من تصوره اما يقتطع جزء من سياق ويتم التعليق عليه وبناء لاحكام بالجمود والانحراف عن منهج البنا فهذا بعيد كل البعد عن النقد البناء

2- الحديث عن الشهيد سيد قطب لابد ان يتسم ببعض الموضوعية فالرجل رحمه الله كان يتمتع باسلوب الاديب ومافيه من مشاعر واحاسيس وقد فسرت بعض تعبيراته الادبية فى سياق تفسيره للقران تفسيرا شرعيا مثل كلمات الجاهلية والردة والمجتمع والرجل لم يقصد المعانى الشرعية انما هو قلمه الفياض و ثراء الاديب اللغوى

كما ساعد جو الظلم والتعذيب على تثبيت الفهم الخاطئ لكتابات الشهيد رحمه الله ولم ان الله مد فى عمره لرد هو بنفسه على هذه التأويلات الفاسدة لكتاباته (كما نحسب)ولكنه القدر

3- الحديت عن الكتور عصام العريان وكتاباته هو استشاد فى غير محلة لان الدكتور عصام يعرف كيف يوجه نقده وكيف يعرض قضيته وكل مايقول فى اطار النقد الذاتى المحترم لا يقصد به تشهير ولا هجوم ولا تشويه

4- الحديث عن حاجة الجماعة لمراجعة منهاجها هو حديث من يهرف بما لا يعرف فالاخوان يراجعون كل جوانب الاداء بشكل منتظم ولكن ظروف التضيق وكبر حجم التنظيم وكثرة الاتباع وتعدد المهام كلها ظروف ضاغطة قد توحى للكثيرين ان الاخوان لا يراجعون انفسهم ولا ينقدون منهاجهم فى كل المجالات وان كنت اتفق معك جزئياً ان عجلة المراجعات تسير بشكل بطئ نسبياً