الجمعة، 29 مايو 2009

احبه


كانت هذه هى المرة الاولى التى اراه فيها
كنا فى ساحة الكلية كان متوقداً بالحماس

احببت ان اتعرف عليه وفعلاً تم التعارف ولانه يسكن فى سيدى بشر وانا فى العصافرة فقد كان طريق العودة واحد وبالفعل عدنا سوياً
اجبرنى باسلوبه المهذب على ركوب الترام وكنت وما زلت اكره ركوب الترام
تناقشتا كثيراً حول السيد سابق وسيد قطب والدكتور القرضاوى

كان متحمساً لهم بقوة غريبة وكنت انا اقرأ لغيرهم معهم فكان هناك تفاوت كبير فى الافكار والقناعات
ولكنه كان اكثر منى اقتناعاً بتلك المدرسة......... مدرسة حسن البنا
ومنذ اليوم الاول حملت له فى اعماقى احترام كبير ولكنه كان مشوباً بقناعة داخلية لدى انه يحتاج ان يقرأ اكثر ويحتاج ان ينفتح على ثقافات اخرى لانى كنت اعتقد فى ذلك الوقت انه يتعصب لمدرسة دون المرور على اخريات
(كانت المشكلة عندى انا فى ذلك الوقت)
وكأنما كنت ذلك اليوم على موعد مع القدر وكان هو الاخر على نفس الموعد ففى المساء وبعيداً عن اجواء الكلية وجدته حاضراً فى مكان اخر عند صديق مشترك او استاذ مشترك
المهم
منذ ذلك اليوم وكأنما ارتبطت مصائرنا
كل يوم نتقابل فى الكلية ونعود سوياً استطعت فى بعض الاحيان ان اقنعه بركوب المشروع واستطاع هو الاخر اقناعى فى احيان اخرى بركوب الترام
وتعددت النقاشات وتعددت الاختلافات والخلافات وان لم تخلو هذه الخلافات من احترام عميق اكنه له فى صدرى وحب صادق احمله فى قلبى
وتعددت اللقاءات خارج الكلية
ويبدو ان الخلاف الدائم فى الرأى بينى وبينه اثر على العلاقات بيننا فبدأ كل منا فى الانسحاب من حياة الاخر تدريجياً
وتقلبت بنا الايام
وكثيراً ما اجتمعنا داخل الكلية وخارجها
ولا اعرف ما الذى وتر العلاقة بيننا كثيراً فظهرت خلافات عميقة والعجيب انى لم احاول ان اتناقش معه لماذا؟؟؟؟!!!!!! لا اعرف
اصبحت العلاقة مجرد سلامات او فلنقل واجبات ومرت سنوات زاد فيها التباعد وكانت اللقاءات فيها مجرد صدف قد تتباعد وتتقارب وبدأت اتابع اخباره من بعيد وكانت اخر مرة اراه فيها يوم عقد زواجى جاء مع عمر وبكر واخرين
بعدها عرفت انه ترك المدرسة التى طالما احبها ........ مدرسة حسن البنا
حاولت ان ادعوه لحفل زفافى لم يرد على اتصالاتى
ومر على زواجى ما يزيد على تسعة اشهر ولازال لا يرد على اتصالاتى
لازلت اتابع اخباره...... اسأل عنه....... احترمه
وفى خضم ذلك كله تذكرت انى نسيت دوماً شيئاً هاماً
نسيت ان اقول له انى احبه

الثلاثاء، 26 مايو 2009

اذا انحنى الملك سقط التاج

اذا انحنى الملك سقط التاج
لا ادرى متى ولا اين ولا كيف سمعت او قرأت هذه العبارة!!!!!!!!
ولا اعرف حتى من كاتبها او قائلها ولا ماذا يقصد بها( واكون شاكراً اذا دلنى احد على صاحب العبارة وغرضه منها)
ولكنها تسيطر على عقلى منذ عدة ايام اشعر انها تنادينى من بعيد
او كأنها اشعة من نور تتسلل رغماً عنى عبر تلك السحب الداكنة فى تلافيف ذلك العضو الكائن داخل جمجمتى والذى يسمى العقل
المهم ودون الدخول فى تلك التفاصيل
سوف احاول ان اعرض على حضراتكم ما وصلت اليه بعد تفكيرى فى هذه الجملة
بداية ارى ان الملك هو الحاكم اى حاكم
ملك... رئيس...سلطان ...امير
وما اكثر الالقاب فى عالمنا العربى والاسلامى
وان التاج هو رمز للامة... للدولة... للشعب
وانحناء الملك
هو ذله وهوانه لاى احد او قوة يطيعها لحساب نفسه على حساب رعيته
فإذا هان الملك وذل وانحنى وخضع حتى يشبع حاجاته ويرضى شهواته من مال وجاه وسلطان وتوريث و.........
سقط التاج وسقطت معه الامة فغرقت فى بحر من المبيدات المسرطنة والقمح المسموم والديون المكبلة و الاحتكار والمحسوبية
والفساد والرشوة والتزوير و ..................... وحدث ولا حرج
جائنى ذلك الخاطر وانا اقرأ عن القمح المسموم والارز المسوس وحملة النفاق العجيبة فى الايام الماضية
حقيقة لست اعرف هل لهذا الكلام معنى او صدى
هل هو واقعى يلمسه الناس ويعيشونة
حقيقة لست اعرف
ولكنى اعرف انه اذا انحنى الملك لابد ان يسقط التاج
ببساطة لانى جربت
وضعت كتاباً على رأسى وانحنيت

الثلاثاء، 19 مايو 2009

ليس كل ما يلمع ذهباً

كان كبيراً فى كل شئ كبيراً فى سنه كبيراً فى مقامه كبيراً فى كلامة كبيراً فى فكره كبيراً فى خلقه
كبيراً جداً فى عينى
متواضعاً خجولاً عالماً ذكياً
تلمح فى عينيه ذلك البريق الاخاذ يجبرك على احترامه من النظرة الاولى
كان رجلاً بحق اذا رأيته حسبته سقط سهواً من ذلك الزمن الجميل
جائنى من يذكره بسوء
ولازلت اذكر تلك النظرة الطويلة التى حملت كل البغض والاستهانة وسوء الظن بمحدثى ولازلت اذكر تلك الكلمات القاسيات التى امطرته بها
وذهبت الى الكبير القدوة
اشكو اليه ظلم الانسان لاخيه واشكو اليه رمى الناس بالباطل ولازلت اذكر كلماته التى نزلت على قلبى كالماء البارد اطفأت ناره وسكنت لهيبه
ولازلت اذكر تلك النظرة الخجلة المتواضعة الحانية فى عينيه وهو يربت على كتفى بكل تواضع ينصحنى ان ابتعد عن مثل هؤلاء ويقول : ليس كل ما يلمع ذهباً
ازددت حنقاً على ذلك الذى ذكره بالسوء قررت ان اقاطعه ونفذت القرار كنت قد وضعت الكبير عندى ميزاناً للناس
ومرت الايام وجاء زميلى فى العمل يكرر دعوة كثيراً ما تهربت منها لاشرب معه كوباً من الشاى فى بيته
ذهبت معه بعد الحاح
كنت اكره ذلك المكان تحت بيته
اكره الاصوات الماجنة والضحات الخليعة العابثة اكره ماقد تقع عليه عيناى فى ذلك المكان
هكذا تعلمت من الكبير
وامام البيت وقفت متردداً للحظة ثم قلت فى نفسى : مرة تفوت ولا حد يموت
وعندما هممت بالصعود رأيت الكبير امامى فى ذلك المكان
تسمرت قدماى وانا انظر الى وجهه الذى انقلب رأساً على عقب
قسوة عيناه
سواد وجهه
جرأة نظرته
صوته العالى بتلك الالفاظ التى لا اعرف عنها الا السوء
حانت منه التفاته فإذا بعينيه فى عينيى واذا بيده تسقط ويسقط منها ما تحمله جرى نحوى مرتعشاً ومن مكانى حيث تسمرت رأيته تزل قدمه فيسقط
وسقط معه الكبير
وسقط معه القناع
وسقط معه القدوة
تذكرت كلماته: ليس كل ما يلمع ذهباً

الجمعة، 15 مايو 2009

واسعة وتشيل وهواها بحرى

اليوم
ما ان سلمت التسليمة الثانية من صلاة الجمعة حتى فوجئت بواحد من القائمين على المسجد يمسك بالميكريفون ليعلن ان هناك اسرة تعيش فى المسجد منذ ثلاث ليال
نعم عزيزى القارئ انت لم تخطئ فى قراءة الكلمات اسرة تقيم فى المسجد منذ ثلاث ليال
لماذا
لانهم عجزوا عن دفع الايجار فطردهم صاحب المنزل الى الشارع
اسرة مكونة من اب وام واربع اطفال
وبعد الكلام ووصف الحال دعا الرجل الناس للتبرع حتى نبحث لهم عن مأوى
طلبت من القائمين على المسجد ان اجلس مع رب هذه الاسرة
علمت منه انه يعمل عامل بأحد المطاعم المعروفة وبسبب مرضة بأزمة فى الصدر قرر اصاب المطعم ان ينتقل من عملة فى ( قلى الفلافل) الى غسل الاطباق مما ادى لانخفاض اجرة (المتواضع اصلاً )
مما ادى لتراكم الايجار عليه شهراً بعد الاخر
وبعد محاولات واعفاءات من صاحب المنزل نفذ الصبر فأمهلهم شهراً ثم طردهم
فلم يجد الوالد بعد تخلى اقرب الناس عنه (الاهل والاصدقاء الذى رفضوا الاستضافة التى قد تطول)
سوى بيت الله يلجأ اليه يبيت فيه مع اسرته سواد الليل
سألته وماذا تفعل بالنهار قال لى اخذ الزوجة والاولاد الى شارع 45 قبلى (احد شوارع الاسكندرية لمن لا يعرفه )
فى نهايته توجد جزيرة (الرصيف الفاصل بين اتجاهى الطريق) واسعة اجلس فيها حتى يصلى الناس العشاء ثم اعود مع اولادى للمسجد ابيت فيه حتى قبيل الفجر
اروى لحضراتكم تلك الواقعة ليس بحثاً عن حل والذى تم بحمد الله
ولكن عندما عدت الى المنزل لاتصفح الجرائد فوجئت بعنوان على احدى الصفحات الاولى يقول
سوزان مبارك للمغربى : لن اقبل ان تعيش اسرة مصرية فى شقة " غرفة وصالة "
سرحت مع التصريح الوردى وانا افكر فى معناه
وهل تعلم السيدة الاولى بحالة مثل هذه
وهل ان كانت تعلم يصبح لتصريحها اى معنى
واذا بنفسى الامارة بالسوء والتى لا تثق ابداً بنوايا الكبار فى هذا البلد تحدثنى ان معنى هذا التصريح انها لن تقبل ان تعيش اسرة مصرية فى شقة حجرة وصالة لانه لابد ان يعيش الشعب المصرى فى الشوارع بلا شقق من الاساس
وعلى فكرة (جزيرة 45 واسعة وتشيل وهواها بحرى)
ودمتم