السبت، 4 يوليو 2009

مشاهد

المشهد الاول


اقف يوم الجمعة كما اعتدت منذ ان تزوجت فى شرفة منزل والدى المطل على سوق المعهد الدينى بمنطقة العصافرة بمدينة الاسكندرية اراقب الناس الماضون جيئة وذهاباً تعلو وجوه بعضهم نظرات التعب والارهاق او الملل اوهى نظرات خاوية لا ترمز الى شئ ككل شئ اخر فى ذلك البلد الذى لا يعرف احد وجهته
اراقب البائعين الذين تمسكوا بالبقاء فى اماكنهم رغم ملاحقات رجال الحى والمرافق واستمع الى اصواتهم وهم ينادون على بضاعتهم التى زاد رواجها كثيراً بعد ازالة السوق
واستمتع كثيراً بمشهد المشترى وهو يفاصل البائع فى السعر واستمتع اكثر بالتعبيرات التى ترتسم على وجه البائع و .....
وفجأة تقطع المشهد وينقطع معه استمتاعى سيارة تمتلئ بالمخبرين ورجال الشرطه والحى تنشق عنها الارض وينزل منها ذلك الضابط ذو الرتبة الكبيرة يدور بعينيه فى الخراب الذى احدثه رجاله فى الفواكه والخضروات التى اصبحت فى غمضة عين تحت الاقدام واتخيله والباعه يجرون من حوله وهو على ثباته فى الوقفة والنظرة كقائد عسكرى فى وسط المعركة تفرق من حوله الاعداء
واذا بيده ترتفع مشيرة نحو ذلك الطفل الذى يحاول جاهداً ان يجذب عربته الصغيرة التى تبدو مقارنة بجسده الضئيل كجبل وكأنما هذه الاشارة وحى من السماء او هى عصا ساحر
فجأه تجمع اكثر من عشرة رجال حول الطفل وعربته وحملوها وهو متعلق بها والقوها فى سيارتهم
انشغلت بمراقبة الطفل عن باقى المشهد وهو يتوسل الى الضابط وينكب على قدميه يقبلها بلا ادنى استجابة او حتى التفاته من الضابط
ولا ادرى لماذا تخيلت ان الطفل هو الشعب الوطن انا وانت وكل من حولنا وان الضابط رمز لكل التجبر و التكبر الذى نلاقيه فى حياتنا

المشهد الثانى


اذهب الى عملى فى الصباح ولازلت ا تذكر مشهد الطفل الصغير لاجد فى مواجهتى مهمة ثقيله على النفس وهى التعامل مع اسرة امهم مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب المعروف بين الناس بالايدز ولست ادرى هل يعلمون ام لا
واذا بأخو الحالة يخبرنى انها ماتت بالامس وانها اصيبت بذلك المرض نتيجة لنقل دم فى احدى المستشفيات الحكومية واذا بالرجل يخبرنى انه لما تحدث الى مدير تلك المستشفى وجد ان المدير يتعامل معه بلا مباله عجيبة وانهى حواره معه بجملة (لو عايزين تشتكوا اشتكوا ومش حتوصلوا لحاجة ولا حتثبتوا حاجة )
تخيلت الرجل وهو يحدث مدير المستشفى ولا ادرى لماذا الح على ذهنى مشهد الطفل والضابط

هناك 10 تعليقات:

قلم رصاص يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييك أخي الفاضل عبد الرحمن

حقيقة الأمر انت لخصت معظم مشاكل المصريين اليومية في هذين المشهدين

سبحانك اللهم ربي

مشهد التجبر والافتراء والتعالي من جانب رجل الأمن الذي من المفترض به حماية المواطن البسيط واذا به مستغلا موقعه للتنكيل بذاك المواطن المقهور من ظروفه وظروف المجتمع والاقتصاد والحكومة الخ الخ الخ !

واما عن مشهد الاهمال اللا متناهي في المستشفيات الحكومية ، فهذا كوم لوحده يحتاج لأطنان من الاوراق لوصف مدى بشاعته ومدى نتائجه المدمرة على صحة المواطن المصري

انا مش عارف أقول ايه ولا ايه غير حسبنا الله ونعم الوكيل


عموما حمدلله على السلامة ووحشت مدونتك

مزيد من التميز

في حفظ الله

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

السلام عليكم

اخى الفاضل اخبارك ايه يارب تكون بخير وبالف صحه

ومتشكره قووى ليك على سؤالك عنى ويارب يديم الود بينا

اما عن البوست بجد جميل قووى

ودى حياتنا اليوميه ومشكلنا اللى بنشوفها كل يوم
ربنا يبعد عنا الهموم يارب
دمت فى حفظ الرحمن
انوسه

هدى التوابتي يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم...لكن للأسف أصبحت هذه المشاهد عادية غالبا مانراها كل يوم... اللهم أنتقم من كل ظالم

محمد الجرايحى يقول...

أخى الفاضل: عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد لخصت بهذا المشهد حالة هذا البلد فى ظل
الاستبداد ( الأمنى) لقد تجبر جهاز الأمن وأصبح جهاز قهر..كما أن الدولة نزعت يديها عن حل مشكلات الشعب لأنها لم تعد تشعر به...لقد استشرى الفساد فى كل قطاعات الدولة ولم يعد المواطن المطحون
يشعر به أحد.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ألم يئن لهذا الليل الطويل أن ينجلى؟؟؟

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

السلام عليكم


اخى الفاضل حضرتك فين من زمان
بجد بتغيب كده وبتقلقنا عليك قووى

ربنا يجعل الغياب خير يارب

طمنى عليك
انوس

عابر سبيل (عبدالرحمن محمود) يقول...

اخوانى الافاضل الذين شرفونى بالتعليق
قلم رصاص
عاشقة الاحزان
دودى
ا/محمد الجرايحى
اعذرونى لتأخر الرد
نظراً للانشغال الشديد

Unknown يقول...

عذرا لدرجة ايلام الموقفين لكن اللى استفزنى اكتر الولد الصغير صاحب العربية

انا ساكنة فى المعهد الدينى وياما اتمنعت عن انى ادخل خناقة مع ضابط متجبر عشان بيمارس سطوته الهبلة على ولد مالوش حول ولا قوة

حسبهم الله وربنا هيخلصلهم حقهم اكيد

غير معرف يقول...

السلام عليكم
موضوع معبر فعلا

مشهد الضابط والطفل قاسي جدا
للاسف الكثير من الضباط يرون انهم كلما كان بلا رحمه فهو ناجح

كما ان التشبيه بحالنا بالطفل فهو ايضا معبر ورائع

اما مشهد المستشفى فهو نموذج لما فيه الكثير من الصالح فى مصر من اهمال
للاسف الرقابه مهمه جدا
ولكن ربما كان المسئولون مشغولين بامور اكثر اهميه من الناس
لان الشعب كثيرا ما نجده ليس فى اولويات المسئولين

ربنا يرحمنا

heba يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة انا اول زيارة ليك هنا بس حبيت اعلقلك ان مشاهد زى دى بقيت كتير بتحصل فى زمنا دة لان احنا مابقناش بنراعى ضمرنا ولا فى بالنا ان فى ربنا فوق هيحسبنا بس بقو بيعملو لدنيتهم عشان يكسبوها ومش عارفين انفى اخرة وان الدنيا مش دايمة وان كل واحد لازم يحكم ضميرة من جواة طبعا احنا بشر ومش ملايكة عشان الغلط لكن العيب اننا نستمر فى الغلط واحنا عارفين انة غلط دة حسابة اكبر عند ربنا وخصوصا لما تكون حاجة متعلقة بربنا

سورى انا كترت عليك

تحياتى ليك

heba

غير معرف يقول...

يا لها من كلمات .. تتحدث عن الظالم والمظلوم ...
أحزنتنى أخي الكريم عابر ... لكل هذا الظلم ... والإستهانة بحياة الإنسان .

وأفرحتنى أن هناك قلبا .. وقلما .. يراعى ويخاف ويحرص عن التعبير عن حق أخيه الإنسان .
لا حول ولا قوة إلا بالله