تابعت كما تابع الكثيرون الجرائد فى اليومين الماضيين اخبار وقفات الطلاب المصريين بمناسبة يوم الطالب العالمى وذكرتنى مطالبهم بخروج جحافل الامن المصرى الهمام من داخل اسوار الجامعات بذكرى قديمة لتجربة طالب قديم مع الامن المصرى الساهر على حماية امن وسلامة الجامعات من الطلاب الوحشيين اللى بيقولوا رأيهم
تبدأحكاية هذا الطالب الذى اعرفه معرفة خفيفة قضى الزمن على معظم ملامحها حين قام هذا الطالب بكتابة بعض اللوحات التى تعلن عن اعتراضه مع زملائه على ضرب افغانستان نعم افغانستان فقد كانت لازالت تضرب فى ذلك الوقت ويشاء العلى القدير ان يمسك به واحد من صناديد الجراية بجوار اسوار الجامعة مع صديق له ومعه جسم الجريمة (اللوحات) وحاول زملاء هذا الطالب تخليصه وصديقه من قبضة الامن مما ادى لاشتباكات ضارية بين صناديد الامن المصرى وهؤلاء الطلاب ولا اطيل على حضراتكم فى ذكر التفاصيل
المهم انتهت معركة ذات اللاسلكى (كما اسميناها فيما بعد نظراً لتحطم لاسلكى ميرى فى هذه المعركة) بالقبض على الطالب وزميلة وحبسهم فى مقر جمعية الشبان المسلمين بالاسكندرية حتى اقبلت سيارات الامن التى اصطحبت الطالبين الى قسم شرطة باب شرق ليذوقا معاً صنوف العذاب الواناً يكفى ان اذكر لحضراتكم ان ذلك الطالب شاهد ولاول مرة فى حياته انسان يسيل الدم من قفاه نعم قفاه وكان ذلك الانسان هو زميله والذى اخبره بعد ذلك انه (اى الطالب) هو ايضا سال الدم من قفاه هذا بالأضافة لسنتين مكسورتين وبعض الرضوض والتورمات هذا طبعا مروراً بالشتائم المعتادة وتقييد اليد خلف الظهر والحرمان من الجلوس والنوم واذكر انه بعد عرضهم على الطبيب الشرعى قال فى نهاية تقريرة وهذه الاصابات نظراً للتعذيب الوحشى
ثم جرت الاحداث بسرعة فإذا بالطالبين يعرضان على النيابة التى وجهت لهم التهم الاتية
1- مقاومة السلطات واثارة الشغب
2- اتلاف عمد
3- قيادة جموع الاخوان داخل الجامعة
4- التحريض على معادة دول صديقة بين قوسين امريكا واسرائيل
وتم ترحيل الطالبين الى سجن برج العرب (الغربانيات) ليقضيا اسعد اربع شهور فى حياتهم منهم اكثر من شهرين حبس انفرادى ووافق شهر رمضان هذه الشهور مروراً بالعيد وطبعاً كانت هذه الشهور فى الشتاء وما ادراكم ما الشتاء فى برج العرب حتى ان هذا الطالب لازال الى الان يعانى من اثر هذه الفترة الماً فى عظامه لم يفلح معه علاج الاطباء الجدير بالذكر الان هذين الطالبين اديا امتحانات نصف العام الدراسى داخل اسوار السجن بدون كتب ولا محاضرات ولا اى شئ
ومازلت اذكر ذلك الدكتور الذى اصر على ان يعطى الطالب امتياز بالرغم من انه لم يكتب كلمة فى ورقة الاجابة
كما لازلت اذكر عميد الكلية الذى رفض ان يدخل الطالبين الامتحان الا بعد ان الزمه بذلك حكم قضائى
واخيراً وبعد شهور حكم القضاء المصرى الشامخ ببرائة الاطالبين بعد عدة جولات مكوكية بين نيابة امن الدولة العليا بالقاهرة ونيابة الاسكندرية
كل هذا وغيره تذكرته وجعلنى اتسائل لماذا يطالب هؤلاء الطلاب الوحشين اللى مش عارفين مصلحتهم بخروج ملائكة الامن من الجامعات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق